الصحون الطائرة أو الأجسام الطائرة المجهولة UFO

لا يزال موضوع الصحون الطائرة يثير الجدل بين الناس و حتى بين العلماء. السبب الرئيسي لهذا الأمر هو إخفاء العديد من الحكومات للمعلومات التي لديها في هذا المجال و لا تتيحها للعلماء و العامة إلا بالقطارة، و قد تقوم بمغالطة العامة بتقديم تفسيرات غير منطقية. أما السبب الثاني فهو ابتعاد المؤسسات العلمية عن دراسة الظواهر و المشاهدات المرتبطة بظاهرة اليوفو. و تهميش العلماء الذين يحاولون دراسة هذه الظواهر بطرق علمية.

صورة صحن طائر -ولاية نيو جرسي الأمريكية -سنة 1952 (الصورة من ويكيبيديا)

مؤرخو الظاهرة يقولون أنها قديمة جدا، لكن المشاهدات التي وثقت و درست و لو سطحيا لم تبدأ إلا مع الحرب العالمية الثانية. أولها كانت معركة لوس أنجلس، حيث شوهد جسم طائر في سماء مدينة لوس أنجلوس ليلة 25 فبراير 1942. ظن الجيش الأمريكي أنها طائرات يابانية فأطلق عليه آلاف القذائف بدون جدوى.
ثم بعد ذلك تتابعت المشاهدات، أهمها مشاهدة كنيث أرنولد (Kenneth Arnold ) في يونيو 1947، الذي شبه حركتها بصحون أرسلت فوق سطح الماء و من هنا سمتها الصحافة “الصحون الطائرة”، رغم أنه صرح أنها كانت هلالية الشكل.
لم تسلم أي دولة من هذه الظاهرة. ففي أمريكا هناك حادثة روزويل في يوليو 1947 حيث صرح الجيش الامريكي أول الأمر أنه عثر على حطام صحن طائر لكنه تراجع بعد ذلك و ادعى أنه مجرد حطام منطاد إرصاد جوى، ثم حادثة واشنطن سنة 1952.

الصفحة الأولى من جريدة روزويل دايلي ليوم 8 يوليو 1947

أطلقت الحكومة الأمريكية عدة مشاريع لجمع و دراسة المشاهدات، منها: مشروع الإشارة ( Project Sign) سنة 1948 ثم مشروع الحقد (Project Grudge )سنة 1949 ثم مشروع الكتاب الأزرق (Project Blue Book ) الذي أطلق سنة 1952 و استمر حتى سنة 1969. كما أعلنت القواة الجوية الأمريكية مؤخرا بأنها تقوم بدراسة الظاهرة بعد أن نفت ذلك رسميا لسنوات طويلة.
في بريطانيا سجلت عدة مشاهدات و قد كان هناك مكتب مخصص لمتابعة هذه الظاهرة، أشهر من أشرف عليه هو نيك بوب Nick pope ، و هناك مشاهدات مشهورة، أهمها حادثة غابة راندلهام (The Rendlesham Forest incident ) سنة 1980.
في فرنسا سجلت عدة مشاهدات موثقة لهذا أسست سنة 1977 مصلحة متخصصة (GEPAN) في الموضوع لدى المركز الوطني للدراسات الفضائية (CNES ). لهذه المصلحة موقع أنترنت نشرت عليه كل المشاهدات التي درستها. تقدمت سنة 1999 جمعية فرنسية تسمى لجنة الدراسات المعمقة -كوميتا (Cometa) بتقرير من 90 صفحة للحكومة الفرنسية، تدعوا من خلاله إلى دراسة الظاهرة بجدية.
سجلت عدة مشاهدات كذلك في كل من بلجيكا (الموجة البلجيكية) البيرو، في ألشيلي، زمبابوي، مدغشقر، أستراليا، كندا، الاتحاد السوفياتي، الصين، إيطاليا، إسبانيا، السويد. لكن البرازيل كانت أكثر بلدان أمريكا الجنوبية مشاهدة لهذه الظواهر.
أما في العالم الإسلامي، فأشهرها على الإطلاق هي حادثة طهران صباح يوم 19 سبتمبر 1976. عندما التقطت رادات مطار طهران جسما طائرا في منطقة المطار فأرسلت القوات الجوية طائرة حربية للتحقق من الأمر، أكد الطيار المشاهدة البصرية لكن أجهزة الطائرة كانت تتعطل كلما اقتربت الطائرة من ذلك الجسم. بقيت هذه الحادثة الموثقة لغزا حتى يومنا هذا. و لا يزال الطيار برويز جعفري (Parviz Jafari ) يؤكد أن ما شاهده كان حقيقيا.
هناك الآلاف من الحالات الموثقة بالصور و تسجيلات الرادار و تقارير الطيارين و المراقبين الجويين، ناهيك عن مشاهدات الناس العاديين، طبعا هذه الأخيرة أقل موثوقيه و منها الكاذبة.

خطر! صحون طائرة
خطر! صحون طائرة

ارتبطت بهذه الظواهر قضايا و حوادث أخرى، منها الاختفاءات و الاختطافات هذه الأخيرة درسها أستاذ علم النفس في جامعة هارفرد الأمركية جون ماك (John E. Mack )، و مخلوقات “تشوبا كابرا” – مصاصة الماعز باللغة الإسبانية- التي انتشرت أخبارها في أمريكا الوسطى بصفة خاصة. لا ننسى ظاهرة رسومات و دوائر المحاصيل ( Crop circles) في إنكلترا و الرجال أصحاب البذلة السوداء المرتبطين بظاهرة الصحون الطائرة (Men in Black) الذين صورتهم السينما الأمريكية بطريقة مشوهة و مغايرة لما ذكره شهود العيان الذين اتصلوا بهم.

لا تزال هذه الظاهرة محل أخذ و رد من طرف المختصين و الخبراء في الطيران و الفضاء و الظواهر الجوية. للإطلاع أكثر عن الموضوع يرجى قراءة كتب و مقالات المختصين و رجال الميدان و ليس فيديوهات و كتب الإثارة.

الكاتب: مدونة مارسي

مهتم بكل ما ينشر باللغة العربية، خاصة في المجالين العلمي و التقني

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.